كأنك بالعمر قد انقرض ... وهجم عليك المرض ... وفات كل مراد وغرض ...
وإذا الموت قد عرض أخَّاذا ... لقد كنت في غفلة من هذا
شخص البصر وسكن الصوت ... ولم يمكن التدارك للفوت .... ونزل بك ملك الموت..
فسامت الروح وحاذا ... لقد كنت في غفلة من هذا ..
بلغْتَ أشد الشدائد ... فيا عجبا مما تُكابد ... كأنك قد سقيت سم الأساود ..
فقطع منك أفلاذا ...لقد كنت في غفلة من هذا ..
بلغت الروح التراقي ... ولم تعرف الراقي من الساقي ... ولم تدر عند الرحيل ماذا تلاقي ...
عياذا بالله عياذا .. لقد كنت في غفلة من هذا..
ثم درجوك في الكفن ... وحملوك إلى بيت العفن ... على العيب القبيح والأفن .. وإذا الحبيب من التراب قد حفن..
وصرت في القبر جذاذا ... لقد كنت في غفلة من هذا..
تسربت عنك الأقارب تسري . تقد في مالك وتفري ... وغاية أمرهم أن تجري
دموعهم عليك رذاذا .. لقد كنت في غفلة من هذا
فقلوا الأقفال وبضَّعوا البضاعة .. ونسوك يا حبيبهم بعد ساعة .. وبقيت أنت تحاسب في قبرك إلى قيام الساعة
لا تجد معينا ولا معاذا ... لقد كنت في غفلة من هذا..
ثم قمت من قبرك فقيرا ... لا تملك من المال نقيرا ... وأصبحت بالذنوب عقيرا ... لو كنت قدمت من الخير حقيرا
صار لك ملجأ وملاذا ... لقد كنت في غفلة من هذا..
نصب الصراط ووضع الميزان ... وتغيرت الوجوه والألوان ... ونودي شقي أو سعد فلان ابن فلان ..
ولم يعرفك هذا ولا هذا ... لقد كنت في غفلة من هذا..